
تنويه: الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس بالضرورة رأي الائتلاف التربوي الفلسطيني.
تعلم الكبار من القرائية وإلقاء التحية إلى الهوتاغوجيا
نسيم قبها
من وحي اليوم الثاني لورشة الإئتلاف التربوي الفلسطيني في التخطيط ومراقبة سياسات التعلم
يغلب على التعرّف لمفهوم تعلم الكبار مناخ الفلسفة الوجوديّة، وتجويد الواقعية التي يجب أن تتخذ من الإنسان موضوعاً لها أو موضعها ، ولا يكون ذلك من خلال التفكير وحده، وإنما من خلال الفعل والشعور بأن هذا النمط من التعلّم برتبط بالإنسان كفرد حيّ وحيّ فاعل ، فالوجودية متفقة في مبدأ أنه لا يوجد هدفٌ واحد أو حقيقة واحدة يعيش من أجلها الجميع إلا هي ، ولكل فردٍ في الأرض له الحق والحرية الكاملة في اختيار ما يحلو له، ولأجل أن يختار عليه امتلاك الخيار بالمعرفة ، أي أن يكون متعلما خارج سياق التعلم النظامي ، والذي لم يفلح في إخراج إنسان للحياة بقدر إخراجه للإختارات.!
يجب أن يفهم أن في إلقاء التحية تعليم ، وفي المرور بين الأحياء تعلّم ، وعلينا أن نتقن فن التأمل والتفكير والتشارك والتجربة من خلال نقاشات مع بعضنا ( أنا والأنا والآخر) ضمن سلسة مسؤولة ، و مسؤولية دائرية في المجتمع لا تنتهي.
لقد قررت بعد هذه الورشة ( الإئتلاف التربوي الفلسطيني) أن أبحث عن ذاتي في الوجود الحي، وأن أمرّ بمراحلٍ كثيرة ساعياً إلى الخلاص من لبادة الواقع المبني على المظاهر الخادعة؛ ماراً بالمعرفة الحقيقة عن طريق التجربة الحية والانغماس في الوجود ( تعلم كبار) ، لا عن طريق التجريد والجلوس على المقاعد الوثيرة في الحجرات المغلقة. إن رحلة تعلم الكبار هي رحلة انطلاق إلى تذوق العالم والذات والبيئة ، وإلى شم النسيم في الفضاء الواسع ، لأفهم وجودي في كل لحظة من التحاقي بيوم جديد.